الخميس، 28 مايو 2009

القراءة الحديثة: بالطول و العرض !

هل يصبح هذا اسلوباً عصرياً حديثاً لحل معضلة ضعف اقبال النشئ على القراءة ؛ و كذلك التشابك الحادث حالياً بين الصحافة الورقية و الكتب المطبوعة و بين الصحافة و الثقافة الإلكترونية و التساؤل المطروح :هل تندثر احداهما فى مقابل الأخرى أو على الأقل تطغى إحداهما على الثانية ؟

نحاول فى سطور الطرح التالى عرض أسلوب جديد فى الكتابة و من ثم فى القراءة ، يجمع بين مميزات الأسلوبين و يبقيهما معا فى حياة ؛ ليعين احدهما الآخر ، و ليبعثا معاً الأمل فى أجيال جديدة قارئة نحو مسقبل مشرق جديد للحضارة الإنسانية ..

بدءاً .. نبدأ بعرض المقال التالى الذى يحقق هدفين .. الأول أنه لكاتب متخصص معنى بطرح أبعاد المشكلة التى نحن بصددها .. و الثانى أننى سوف أقوم بعرضه مرتين : المرة الأولى كما ورد نصا و أسلوباً فى الكتابة و العرض كما ورد فى الأصل تماماً .. و فى المرة التالية سأقوم بعرضه مجدداً بأسلوب القراءة الحديثة : بالطول و العرض!! مع المحافظة التامة على سلامة النص .... و هذا الأسلوب عبارة عن ابراز الأفكار الجوهرية ببنط و لون مختلف بما يحقق سرعة القراءة و الوعى بالمعنى - بقراءة الأفكار الرئيسية طولياً أو رأسياً ، مع ملاحظة و ادراك التفاصيل وعمق المقال فى نفس الوقت بالقراءة العرضية ...فإلى التجربة ..

نشر المقال التالى فى مجلة العربى الكويتية فى العدد 588 شوال 1428 - نوفمبر 1977بعنوان:هل نقول وداعًا لثقافة القراءة؟.. د . أحمد أبوزيد
لماذا تنصرف الأجيال الجديدة عن القراءة، على الرغم من كل ما تنفقه الدول على مشاريع نشر عادة القراءة بين مختلف فئات العمر؟ ومتى بدأ التشاؤم حول ثقافة مستقبل القراءة؟ وإلى أين ينتهي؟
في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات في كل أنحاء العالم منادية بضرورة العمل على نشر عادة القراءة بين مختلف فئات العمر، كما تخصص الدول والمنظمات الدولية أموالاً طائلة وتبذل جهودًا جبارة لتحقيق ذلك الهدف، وبخاصة فيما يتعلق بتنشئة الأطفال منذ الصغر على حب القراءة والإقبال عليها بحيث تصبح عادة تلازمهم طيلة حياتهم، وعنصرًا أساسيًا في تكوينهم الذهني والاجتماعي العام ومطلبًا أساسيًا في حياتهم اليومية على اعتبار أن القراءة ترفع من قيمة الإنسان ومن مكانته في المجتمع وترتقي بتفكيره ووجدانه مثلما تساعد على إقرار التفاهم والتقارب بين البشر، ترتفع أصوات أخرى تحذر من تزايد انصراف الأجيال الجديدة عن القراءة مما قد ينذر بأن القراءة الحرة المطلوبة لذاتها ومن أجل المتعة الذهنية والروحية لن تكون إحدى السمات الأساسية المميزة لإنسان الغد وعالم المستقبل وأن هناك ثقافة أخرى بديلة تتكون الآن وتعتمد على وسائل تكنولوجية أكثر حداثة في مجال الاتصال والحصول على المعلومات والمعرفة وتزحف بقوة طاردةً فعل القراءة إلى هامش النشاط اليومي بل وإلى هامش الحياة ككل . ومع أننا لانزال نقرأ ونكتب فإن الكثيرين في الخارج يشكُون في أن ثقافة القراءة لاتزال تؤلف سمة أساسية من سمات المجتمع المعاصر، وأن الكلمة المقروءة لاتزال تلعب في حياتنا وفي تشكيل تفكيرنا الدور نفسه الذي كانت تقوم به حتى عقود قليلة مضت وحتى لو فرضنا أنها لاتزال تحتفظ ببعض ذلك التأثير في الوقت الحالي فليس هناك ما يضمن استمراره في المستقبل.
قُرَّاء هاري بوتر.. أملٌ كاذب؟!
وقد تكون هذه الشكوك حول مستقبل ثقافة القراءة قديمة بعض الشيء وكثر الحديث عنها في بعض الأوساط الثقافية في العالم ولكنها أثيرت أخيرًا بقوة في عدد من الكتابات في الخارج بمناسبة صدور الجزء الأخير من سلسلة كتب هاري بوتر الشهيرة وما تلقاه من إقبال ونجاح غير مسبوقين في عالم النشر والقراءة في الغرب المتقدم الذي تقوم حضارته - في بعض وجوهها على الأقل - على القراءة التي تعتبر مصدر اعتزاز وفخار له. فقد أحدث صدور تلك السلسلة من الكتب هزة قوية في النظرة إلى مستقبل القراءة إذ تم توزيع ما يزيد على 325 مليون نسخة في العالم وهو أمر يبشر - في ظاهره على الأقل - بمستقبل باهر للقراءة بين الأجيال الصاعدة. ولكن في مقال نشرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 11 يوليو 2007 بمناسبة صدور ذلك الجزء الأخير يقول الكاتب موتوكو ريتش Motoko Rich إن الإحصائيات تشير إلى أن أعداد الذين يقرأون من أجل المتعة الذهنية والراحة النفسية والمعرفة لذاتها تتناقص تدريجيًا بشكل واضح، حتى بين الأشخاص الذين كانوا يقبلون بشراهة على هاري بوتر بعد أن تجاوزوا مرحلة الطفولة والصبا وأصبحت لهم اهتمامات أخرى غير القراءة بحيث إن نسبة الذين يقبلون على قراءة الكتب الآن بين الشباب تكاد تكون مساوية للنسبة قبل ظهور السلسلة مما يعني أن هذه الكتب لم تفلح في غرس عادة القراة لدى الأجيال التي عاصرتها وعايشتها طيلة سنوات النشأة الأولى التي تعتبر هي الفترة الملائمة لتأصيل القدرات ومنها القدرة على مواظبة القراءة بحيث تكون عنصرًا أساسيًا في تكوين الشخصية. وهذا إخفاق يدعو إلى مزيد من التشاؤم حول مستقبل ثقافة القراءة التي ميّزت الأجيال السابقة.
والمسألة هنا ليست مسألة عدد الأفراد الذين يقبلون على القراءة أو ينصرفون عنها بقدر ما هي مسألة تغير النظرة إلى القراءة كمكوِّن أساسي في النسق الثقافي العام الذي يعطي المجتمع شخصيته المميزة، بحيث يمكن وصفه بأنه مجتمع قارئ، يعتبر القراءة عاملاً جوهريًا في تحقيق ذاته وتحديد ملامحه. وقد تكون الكتابة اختراعًا حديثًا نسبيًا في تاريخ الجنس البشري وأن القراءة لم تصبح ظاهرة مميزة للمجتمعات المتقدمة وهدفًا مطلوبًا لذاته إلا منذ أحيال معدودة فقط ولكن تحقيق ذلك الهدف أمر صعب للغاية ويتطلب بذل كثير من الجهد والمثابرة والوعي لدرجة أنه لاتزال هناك مجتمعات كثيرة تفتقر إلى وجودها كظاهرة ثقافية واجتماعية راسخة. ومع ذلك فإن القراءة - على ما يقول دان سبربر Dan Sperber - ظاهرة وجدت لكي تستمر وتبقى بالرغم من الصعوبات التي تواجهها وأن المردود الاجتماعي والإنساني بل والاقتصادي يبرر كل ما يبذل في تحقيقها من مال وجهد ووقت، وذلك على الرغم من كل الشكوك التي تثور الآن حول مصيرها ومستقبلها في ظل المتغيرات الحديثة واعتقاد الكثيرين أنها تكاد تصبح شيئًا من مخلفات الماضي وأنه سوف يأتي اليوم الذي يعكف فيه الأنثروبولوجيون على دراسة الكتب كأحد الرواسب التي تشير إلى ثقافة بائدة في تاريخ التطور البشري وذلك حين ينجح (المتبربرون) المحدثون في الاستيلاء على المكتبات وتحويلها إلى مراكز للمعلومات على ما يقول جورج كور George Core في مقال طريف عن «الدوريات ومستقبل القراءة» نشره في مجلة فرجينيا ريفيو (صيف 2003)
تشاؤم مبكِّر
والواقع أن نبرة التشاؤم حول مستقبل ثقافة القراءة كانت بدأت ترتفع منذ عقود كثيرة بحيث نجد على سبيل المثال أن كاتبة روائية في حجم فرجينيا وولف تقول في مقال لها بعنوان How Should One Read a Book نشرته في مجلة Yale Review عام 1926 «إنه لن يثير دهشتنا بحال أن نكتشف يوم الحساب في العالم الآخر الذي تهتك فيه الأسرار وتنقشع الغيوم عن الأمور الغامضة أن الدافع الحقيقي وراء خروج الإنسان من سكن الكهوف ونبذه القوس والسهم وجلوسه للتسامر حول النار وتشييده للبيوت والمجتمعات على الأرض الخراب في كل أنحاء العالم لم يكن سوى الوصول إلى القراءة». والإنسان القارئ في رأيها هو الشخص الذي يلتهم كل ما يقع تحت يده من مادة مطبوعة سواء أكانت على غلاف علبة الغذاء أو تذكرة الأوتوبيس أو في صفحات المجلات والكتب ولكن يبدو أن هذا كله في سبيله إلى التراجع، وأن ذلك قد يؤدي إلى اختفاء الإنسان المثقف العام. وما قالته فرجينيا وولف منذ ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن لايزال يجد له صدى في كثير من الكتابات المعاصرة مع ازدياد حدة نبرة التشاؤم. ولقد كان الحرص على اقتناء الكتب في وقت من الأوقات مظهرًا من مظاهر الرقي الذهني والاجتماعي ومثارًا للزهو والفخر والتباهي وبخاصة بين العائلات العريقة في كثير من الدول ولايزال الأمر كذلك إلى حد كبير على الرغم من شحوب المناخ الثقافي الذي كان يسود في تلك العقود. والمسئول الرئيس عن الوضع الحالي هو (الشاشة) سواء أكانت هي شاشة التلفزيون أم شاشة الكمبيوتر أم الشاشة الفضية (السينما).
ويزداد الوضع خطورة في المجتمعات الفقيرة المتخلفة التي تكاد تكون محرومة تمامًا من وجود أي نظام متماسك للتعليم الصحيح وتفتقر في الوقت ذاته إلى وجود المادة الكافية من النصوص المطبوعة التي تدعو إلى القراءة وذلك على افتراض وجود أعداد مناسبة من المتعلمين الذين تتوافر لديهم الرغبة والقدرة والإرادة للقراءة الحرة البعيدة عن احتياجات الحياة اليومية أو متطلبات العمل الرسمي. وللكاتب الروائي النيجيري صاحب جائزة نوبل وول سوينكاWolle Soyinka عبارة دقيقة ذات دلالات بعيدة ومغزى عميق يقول فيها إنه ينتمي إلى جيل ضائع لأنه جيل يعتقد أنه كتب كثيرا ولكنه لا يجد له ما يكفي من القراء.
ولقد شهد القرن العشرون جهودًا جبارة متواصلة لنشر ثقافة القراءة في كل أنحاء العالم.
دور اليونسكو
لعبت اليونسكو في ذلك دورًا كبيرًا - في نشر التعليم في العالم الثالث وإنشاء المكتبات وتنفيذ مشروعات عديدة لإصدار طبعات رخيصة من الكتب المهمة بل في مختلف فروع المعرفة - والأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة في عالمنا العربي نفسه. وقد ازداد الأمل مع بداية القرن الحادي والعشرين في تطوير القدرات التي تساعد على القراءة كمًا وكيفًا وتحقيق نتائج إيجابية تتناسب مع ضخامة حجم الإنفاقات على التعليم والمناهج التي يفترض أنها ترسخ عادة القراءة بين مختلف فئات العمر. إلا أن البحوث التي أجريت عام 2001 من خلال منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةOrganization for the Economic Cooperation andDevelopment (OECD) في ست وثلاثين دولة لتقييم مستويات القدرة على القراءة الواعية وفهم المسائل السهلة وصياغة الفروض البسيطة واستخدام المعلومات في حل المشكلات اليومية بيّنت أن هناك فوارق هائلة وتفاوتًا رهيبًا في تلك المستويات بشكل يدعو إلى الأسى والشعور بالإحباط، مما يستدعي ضرورة البحث عن حلول جذرية لتضييق الفجوة الواسعة في القراءة بين مختلف الشعوب من ناحية، وشتى القطاعات داخل المجتمع الواحد من ناحية ثانية، مع العمل على تطوير الأساليب والطرق التي تتبعها تلك المجتمعات في محاولاتها نشر ثقافة القراءة والقضاء على المقاومة التي تواجه هذه الجهود.
الرُّقي والقراءة الصامتة
ولقد كان اختراع الطباعة عاملاً أساسيًا وفارقًا في قيام ثقافة القراءة كمنظومة متكاملة من السلوك والقيم ووسيلة للمعرفة وأسلوب للحياة والتفكير ورؤية الأشياء والتواصل مع الآخرين والانفراد الذاتي مع أفكارهم دون أن يكون هناك اتصال فيزيقي مباشر بينهم وهو مالا يتوافر في الثقافة الشفهية التي سادت عصورًا طويلة قبل اختراع الكتابة ثم الطباعة. بيد أن ثقافة القراءة تتطلب - كما تدل التسمية ذاتها - وجود جمهور أو مجتمع من القراء الذين يستوعبون ما يكتبه الآخرون وإلا كانت الكتابة نشاطًا لاجدوى منه ولا معنى له. فالذي يبرر وجود نص مكتوب هو وجود قارئ يقرأه ويتجاوب - سلبًا أو إيجابًا - مع الأفكار التي تعرض عليه وأسلوب وطريقة التفكير واللغة التي يصاغ فيها ذلك الفكر والتي تعبر عن تلك الأفكار.. بل إن القراءة الصامتة التي يختلي فيها الشخص بنفسه مع الكتاب أو الصحيفة تعتبر علامة على مدى رقي ثقافة القراءة لأن هذه القراءة الصامتة تتيح الفرصة لمواجهة فكر الآخرين والتحاور معه. فالقراءة عملية معقدة لا تقتصر على نشاط العينين في تتبع الحروف والكلمات المكتوبة أو المطبوعة، وإنما هي مجهود للفهم والتفسير والنقد وهو ما يبرر اعتبارها ثقافة متكاملة، ولا يشذ عن ذلك القراءة الحرة التي تُطلب لذاتها من أجل المتعة الذهنية الخالصة.
وعلى أي حال فإن الكثيرين يرفضون فكرة أن الإنسانية تجاوزت مرحلة القراءة المألوفة لأن الكتب - على ما يقول جورج لاندو George Landow في كتابه الطريف Twenty Minutes into the Future, or How are We Moving Beyond the Book - لاتزال تملأ حياتنا زاخرة بكل أنواع المعرفة والفن والأدب كما أننا لانزال نحرص على تشييد المكتبات العامة الضخمة ونفخر باقتناء الكتب وتكوين المكتبات الخاصة بنا كأفراد. ولكن المشاهد في الوقت ذاته أن كثيرًا من المكتبات العامة تتجه نحو التخلص من آلاف النسخ من الكتب والمجلات لتوفير مساحات كبيرة كانت تلك المجلدات تشغلها وتتحول بدلاً من ذلك إلى وسائل الحفظ الرقمي كما أن ثقافة القراءة ذاتها آخذة في التحول إلى (ثقافة الفضاء المعلوماتي) حيث يمكن الحصول على المعرفة عن طريق الإنترنت بسرعة فائقة وكفاءة عالية.. وربما كان أحد أهم التحديات التي تواجه المرء في هذا الصدد هي توفير القدرات والمهارات اللازمة لتعلم أساليب الوصول إلى المعلومات حتى يمكن الإفادة من ثمار عصر الإنترنت مما يعني أنه لاتزال هناك علاقة وثيقة بين القدرة على الحصول على المعرفة عن طريق الإنترنت وتعلم القراءة، وبالتالي استمرار ثقافة القراءة مع تحديث وتوسيع مجالات استخدامها وليس القضاء عليها. وجورج لاندو نفسه يعترف بأن الكثيرين ينفرون من قراءة المعلومات على الشاشة مباشرة ويفضلون طباعتها على الورق وقراءتها بالطريقة التقليدية مما قد يشير إلى احتمال استمرار ثقافة القراءة على الرغم مما قد تتعرض له من تعديلات وتحولات.
عصر الكمبيوتر الناطق
ولكن يبدو أن هذا ليس نهاية المطاف، ففي مؤتمر موسع عقد في مركز بومبيدو في الفترة من 5 أكتوبر 2001 حتى نهاية مارس 2002 كانت المشكلة المحورية التي دارت حولها البحوث والمناقشات هي (تأثير الشبكة الدولية على القراءة والكتابة وانتشار المعرفة). وكما هو الشأن في مثل هذه المؤتمرات التي تحاول استشراف المستقبل تتضارب الآراء وتتنوع وتتعارض تعارضًا شديدًا قلما يفضي إلى نتائج قاطعة على الرغم مما بها من ثراء وعمق. ولكن كان من الواضح أن هناك اتجاهًا قويًا للاعتراف بأن القراءة سوف ينظر إليها في المستقبل غير البعيد على أنها من مخلفات الماضي وأن المستقبل سيكون هو عصر الكمبيوتر الناطق الذي يتولي تلاوة النص المكتوب وتقديمه منطوقًا للمستخدم، وبذلك يصبح هو الأداة الرئيسية للمعرفة، وبدلاً من أن يرهق الشخص عينيه في متابعة النص المكتوب على الشاشة سوف يقنع بالاستماع إليه منطوقًا، بل إنه سوف يصبح من السهل تحويل كل اللغات المكتوبة إلى لغات منطوقة يمكن الاحتفاظ بها واسترجاعها والعودة إليها حينما نشاء دون تحمل مشقة الاحتفاظ بالكتب والمراجع والمجلات والوثائق الضخمة ودون تحميل العينين متاعب قراءة الكلمات المطبوعة سواء من الورق أو من شاشة الكمبيوتر كما هو الحال الآن. وسوف يساعد هذا التطور على ازدياد القدرة على الاستيعاب واتساع نطاق المعرفة وتنوعها ونشرها في المجتمعات المتخلفة وبين الطبقات الفقيرة التي تعجز عن تحمل نفقات تعلم القراءة والكتابة واقتناء المراجع الورقية وبذلك لن يكون الجهل بالقراءة وصمة عار في جبين الفرد والمجتمع مادام ذلك الجهل بالقراءة لن يمنع من متابعة تيارات الفكر ونتاج العقول المتجدد من خلال الكمبيوتر الناطق.
ولقد أصبح من الميسور الآن - وإن يكن في نطاق محدود سوف يتسع بغير شك في المستقبل - تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب عن طريق الإملاء مباشرة للكمبيوتر. وقد تكون نسبة الأخطاء التي تحدث الآن من خلال الإملاء للكمبيوتر مرتفعة ولكن هذه النسبة سوف تتراجع بالمران وبذلك فسوف تكون العلاقة بين الإنسان والكمبيوتر أكثر سهولة ومرونة ودقة خاصة وأنه سيكون من السهل توجيه التعليمات للكمبيوتر شفاهة دون الاحتياج للاستعانة بمفاتيح الكمبيوتر أو (الفارة) في تصحيح النص مثلاً أو تنسيقه، إذ سوف يكفي توجيه الأوامر والتعليمات شفاهة فيستجيب الكمبيوتر في الحال وبذلك سوف يمكن الاستغناء تمامًا عن تعلم القراءة مما يبشر بظهور ثقافة جديدة تعتمد على المشافهة بدلاً من ثقافة القراءة التي تميز مرحلة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
في مقال رائع بعدد ديسمبر 1999 من مجلة The Futurist تحت عنوان The Coming Age of Talking Computers يقول الكاتب ويليام كروسمان William Crossman إن الأجيال القادمة سوف تعيد تشكيل الثقافة المعاصرة على أسس تكنولوجية على درجة عالية جدًا من الكفاءة، بحيث يصبح الكمبيوتر الناطق هو الوسيلة الأساسية للمعرفة بدلاً من القراءة كما هو الحال الآن. وفي هذا الصدد يقول أمبرتو إكو Eco Umberto إنه لو أفلح الكمبيوتر في تخفيض عدد الكتب التي تطبع الآن تخفيضًا ملموسًا فسوف يكون ذلك بمنزلة قفزة ثقافية هائلة ورائعة.
فهل يعود المجتمع البشري إلى الماضي الذي كانت تسيطر فيه الثقافة الشفهية قبل اختراع الكتابة وقبل أن تصبح ثقافة القراءة هي المطلب الأساسي لتدعيم الكيان البشري وعلامة التقدم والرقي؟.
أحمد أبوزيد
و الآن نعرض نفس المقال بأسلوب القراءة الحديثة : بالطول و العرض ..وهذا الأسلوب هو عبارة عن التركيز على الأفكار الحيوية للمقال و عرضها ببنط و لون مختلف يقوم بعمل الآتى : خطف نظر و تركيز القارئ نحو سياق متتالى متكامل يحوى الأفكار الجوهرية التى يهدف إليها الكاتب و ذلك فى اتجاه بطول المقال أي اتجاه رأسى أى من أعلى لأسفل .. و فى خلال هذه القراءة الطولية .. يجد القارئ نفسه أن عينيه تسترق النظر نحو التفاصيل الموجودة فى السياق العرضى .. مما يحقق عدة أهداف للكاتب و القارئ معاً .. حيث استيعاب سريع غير ممل للمضمون فى وقت أقل من القراءة العادية و ثانياً اتاحة الفرصة للقراءة الثانية المتأنية
هل نقول وداعًا لثقافة القراءة؟.. د . أحمد أبوزيد لماذا تنصرف الأجيال الجديدة عن القراءة، على الرغم من كل ما تنفقه الدول على مشاريع نشر عادة القراءة بين مختلف فئات العمر؟ ومتى بدأ التشاؤم حول ثقافة مستقبل القراءة؟ وإلى أين ينتهي؟
في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات في كل أنحاء العالم منادية بضرورة العمل على نشر عادة القراءة بين مختلف فئات العمر، كما تخصص الدول والمنظمات الدولية أموالاً طائلة وتبذل جهودًا جبارة لتحقيق ذلك الهدف، وبخاصة فيما يتعلق بتنشئة الأطفال منذ الصغر على حب القراءة والإقبال عليها بحيث تصبح عادة تلازمهم طيلة حياتهم، وعنصرًا أساسيًا في تكوينهم الذهني والاجتماعي العام ومطلبًا أساسيًا في حياتهم اليومية على اعتبار أن القراءة ترفع من قيمة الإنسان ومن مكانته في المجتمع وترتقي بتفكيره ووجدانه مثلما تساعد على إقرار التفاهم والتقارب بين البشر، ترتفع أصوات أخرى تحذر من تزايد انصراف الأجيال الجديدة عن القراءة مما قد ينذر بأن القراءة الحرة المطلوبة لذاتها ومن أجل المتعة الذهنية والروحية لن تكون إحدى السمات الأساسية المميزة لإنسان الغد وعالم المستقبل وأن هناك ثقافة أخرى بديلة تتكون الآن و تعتمد على وسائل تكنولوجية أكثر حداثة في مجال الاتصال والحصول على المعلومات والمعرفة وتزحف بقوة طاردةً فعل القراءة إلى هامش النشاط اليومي بل وإلى هامش الحياة ككل . ومع أننا لانزال نقرأ ونكتب فإن الكثيرين في الخارج يشكُون في أن ثقافة القراءة لاتزال تؤلف سمة أساسية من سمات المجتمع المعاصر، وأن الكلمة المقروءة لاتزال تلعب في حياتنا وفي تشكيل تفكيرنا الدور نفسه الذي كانت تقوم به حتى عقود قليلة مضت وحتى لو فرضنا أنها لاتزال تحتفظ ببعض ذلك التأثير في الوقت الحالي فليس هناك ما يضمن استمراره في المستقبل.
قُرَّاء هاري بوتر.. أملٌ كاذب؟!
وقد تكون هذه الشكوك حول مستقبل ثقافة القراءة قديمة بعض الشيء وكثر الحديث عنها في بعض الأوساط الثقافية في العالم ولكنها أثيرت أخيرًا بقوة في عدد من الكتابات في الخارج بمناسبة صدور الجزء الأخير من سلسلة كتب هاري بوتر الشهيرة وما تلقاه من إقبال ونجاح غير مسبوقين في عالم النشر والقراءة في الغرب المتقدم الذي تقوم حضارته - في بعض وجوهها على الأقل - على القراءة التي تعتبر مصدر اعتزاز وفخار له. فقد أحدث صدور تلك السلسلة من الكتب هزة قوية في النظرة إلى مستقبل القراءة إذ تم توزيع ما يزيد على 325 مليون نسخة في العالم وهو أمر يبشر - في ظاهره على الأقل - بمستقبل باهر للقراءة بين الأجيال الصاعدة. ولكن في مقال نشرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 11 يوليو 2007 بمناسبة صدور ذلك الجزء الأخير يقول الكاتب موتوكو ريتش Motoko Rich إن الإحصائيات تشير إلى أن أعداد الذين يقرأون من أجل المتعة الذهنية والراحة النفسية والمعرفة لذاتها تتناقص تدريجيًا بشكل واضح، حتى بين الأشخاص الذين كانوا يقبلون بشراهة على هاري بوتر بعد أن تجاوزوا مرحلة الطفولة والصبا وأصبحت لهم اهتمامات أخرى غير القراءة بحيث إن نسبة الذين يقبلون على قراءة الكتب الآن بين الشباب تكاد تكون مساوية للنسبة قبل ظهور السلسلة مما يعني أن هذه الكتب لم تفلح في غرس عادة القراة لدى الأجيال التي عاصرتها وعايشتها طيلة سنوات النشأة الأولى التي تعتبر هي الفترة الملائمة لتأصيل القدرات ومنها القدرة على مواظبة القراءة بحيث تكون عنصرًا أساسيًا في تكوين الشخصية. وهذا إخفاق يدعو إلى مزيد من التشاؤم حول مستقبل ثقافة القراءة التي ميّزت الأجيال السابقة.
والمسألة هنا ليست مسألة عدد الأفراد الذين يقبلون على القراءة أو ينصرفون عنها بقدر ما هي مسألة تغير النظرة إلى القراءة كمكوِّن أساسي في النسق الثقافي العام الذي يعطي المجتمع شخصيته المميزة، بحيث يمكن وصفه بأنه مجتمع قارئ، يعتبر القراءة عاملاً جوهريًا في تحقيق ذاته وتحديد ملامحه. وقد تكون الكتابة اختراعًا حديثًا نسبياً في تاريخ الجنس البشري وأن القراءة لم تصبح ظاهرة مميزة للمجتمعات المتقدمة وهدفًا مطلوبًا لذاته إلا منذ أجيال معدودة فقط ولكن تحقيق ذلك الهدف أمر صعب للغاية ويتطلب بذل كثير من الجهد والمثابرة والوعي لدرجة أنه لاتزال هناك مجتمعات كثيرة تفتقر إلى وجودها كظاهرة ثقافية واجتماعية راسخة. ومع ذلك فإن القراءة - على ما يقول دان سبربر Dan Sperber - ظاهرة وجدت لكي تستمر وتبقى بالرغم من الصعوبات التي تواجهها وأن المردود الاجتماعي والإنساني بل والاقتصادي يبرر كل ما يبذل في تحقيقها من مال وجهد ووقت، وذلك على الرغم من كل الشكوك التي تثور الآن حول مصيرها ومستقبلها في ظل المتغيرات الحديثة واعتقاد الكثيرين أنها تكاد تصبح شيئًا من مخلفات الماضي وأنه سوف يأتي اليوم الذي يعكف فيه الأنثروبولوجيون على دراسة الكتب كأحد الرواسب التي تشير إلى ثقافة بائدة في تاريخ التطور البشري وذلك حين ينجح (المتبربرون) المحدثون في الاستيلاء على المكتبات وتحويلها إلى مراكز للمعلومات على ما يقول جورج كور George Core في مقال طريف عن «الدوريات ومستقبل القراءة» نشره في مجلة فرجينيا ريفيو (صيف 2003)
تشاؤم مبكِّر
والواقع أن نبرة التشاؤم حول مستقبل ثقافة القراءة كانت بدأت ترتفع منذ عقود كثيرة بحيث نجد على سبيل المثال أن كاتبة روائية في حجم فرجينيا وولف تقول في مقال لها بعنوان How Should One Read a Book نشرته في مجلة Yale Review عام 1926 «إنه لن يثير دهشتنا بحال أن نكتشف يوم الحساب في العالم الآخر الذي تهتك فيه الأسرار وتنقشع الغيوم عن الأمور الغامضة أن الدافع الحقيقي وراء خروج الإنسان من سكن الكهوف ونبذه القوس والسهم وجلوسه للتسامر حول النار وتشييده للبيوت والمجتمعات على الأرض الخراب في كل أنحاء العالم لم يكن سوى الوصول إلى القراءة». والإنسان القارئ في رأيها هو الشخص الذي يلتهم كل ما يقع تحت يده من مادة مطبوعة سواء أكانت على غلاف علبة الغذاء أو تذكرة الأوتوبيس أو في صفحات المجلات والكتب ولكن يبدو أن هذا كله في سبيله إلى التراجع، وأن ذلك قد يؤدي إلى اختفاء الإنسان المثقف العام. وما قالته فرجينيا وولف منذ ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن لايزال يجد له صدى في كثير من الكتابات المعاصرة مع ازدياد حدة نبرة التشاؤم. ولقد كان الحرص على اقتناء الكتب في وقت من الأوقات مظهرًا من مظاهر الرقي الذهني والاجتماعي ومثارًا للزهو والفخر والتباهي وبخاصة بين العائلات العريقة في كثير من الدول ولايزال الأمر كذلك إلى حد كبير على الرغم من شحوب المناخ الثقافي الذي كان يسود في تلك العقود. والمسئول الرئيس عن الوضع الحالي هو (الشاشة) سواء أكانت هي شاشة التلفزيون أم شاشة الكمبيوتر أم الشاشة الفضية (السينما).
ويزداد الوضع خطورة في المجتمعات الفقيرة المتخلفة التي تكاد تكون محرومة تمامًا من وجود أي نظام متماسك للتعليم الصحيح وتفتقر في الوقت ذاته إلى وجود المادة الكافية من النصوص المطبوعة التي تدعو إلى القراءة وذلك على افتراض وجود أعداد مناسبة من المتعلمين الذين تتوافر لديهم الرغبة والقدرة والإرادة للقراءة الحرة البعيدة عن احتياجات الحياة اليومية أو متطلبات العمل الرسمي. وللكاتب الروائي النيجيري صاحب جائزة نوبل وول سوينكاWolle Soyinka عبارة دقيقة ذات دلالات بعيدة ومغزى عميق يقول فيها إنه ينتمي إلى جيل ضائع لأنه جيل يعتقد أنه كتب كثيرا ولكنه لا يجد له ما يكفي من القراء.
ولقد شهد القرن العشرون جهودًا جبارة متواصلة لنشر ثقافة القراءة في كل أنحاء العالم.
دور اليونسكو
لعبت اليونسكو في ذلك دورًا كبيرًا - في نشر التعليم في العالم الثالث وإنشاء المكتبات وتنفيذ مشروعات عديدة لإصدار طبعات رخيصة من الكتب المهمة بل في مختلف فروع المعرفة - والأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة في عالمنا العربي نفسه. وقد ازداد الأمل مع بداية القرن الحادي والعشرين في تطوير القدرات التي تساعد على القراءة كمًا وكيفًا وتحقيق نتائج إيجابية تتناسب مع ضخامة حجم الإنفاقات على التعليم والمناهج التي يفترض أنها ترسخ عادة القراءة بين مختلف فئات العمر. إلا أن البحوث التي أجريت عام 2001 من خلال منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةOrganization for the Economic Cooperation andDevelopment (OECD) في ست وثلاثين دولة لتقييم مستويات القدرة على القراءة الواعية وفهم المسائل السهلة وصياغة الفروض البسيطة واستخدام المعلومات في حل المشكلات اليومية بيّنت أن هناك فوارق هائلة وتفاوتًا رهيبًا في تلك المستويات بشكل يدعو إلى الأسى والشعور بالإحباط، مما يستدعي ضرورة البحث عن حلول جذرية لتضييق الفجوة الواسعة في القراءة بين مختلف الشعوب من ناحية، وشتى القطاعات داخل المجتمع الواحد من ناحية ثانية، مع العمل على تطوير الأساليب والطرق التي تتبعها تلك المجتمعات في محاولاتها نشر ثقافة القراءة والقضاء على المقاومة التي تواجه هذه الجهود.
الرُّقي والقراءة الصامتة
ولقد كان اختراع الطباعة عاملاً أساسيًا وفارقًا في قيام ثقافة القراءة كمنظومة متكاملة من السلوك والقيم ووسيلة للمعرفة وأسلوب للحياة والتفكير ورؤية الأشياء والتواصل مع الآخرين والانفراد الذاتي مع أفكارهم دون أن يكون هناك اتصال فيزيقي مباشر بينهم وهو مالا يتوافر في الثقافة الشفهية التي سادت عصورًا طويلة قبل اختراع الكتابة ثم الطباعة. بيد أن ثقافة القراءة تتطلب - كما تدل التسمية ذاتها - وجود جمهور أو مجتمع من القراء الذين يستوعبون ما يكتبه الآخرون وإلا كانت الكتابة نشاطًا لاجدوى منه ولا معنى له. فالذي يبرر وجود نص مكتوب هو وجود قارئ يقرأه ويتجاوب - سلبًا أو إيجابًا - مع الأفكار التي تعرض عليه وأسلوب وطريقة التفكير واللغة التي يصاغ فيها ذلك الفكر والتي تعبر عن تلك الأفكار.. بل إن القراءة الصامتة التي يختلي فيها الشخص بنفسه مع الكتاب أو الصحيفة تعتبر علامة على مدى رقي ثقافة القراءة لأن هذه القراءة الصامتة تتيح الفرصة لمواجهة فكر الآخرين والتحاور معه. فالقراءة عملية معقدة لا تقتصر على نشاط العينين في تتبع الحروف والكلمات المكتوبة أو المطبوعة، وإنما هي مجهود للفهم والتفسير والنقد وهو ما يبرر اعتبارها ثقافة متكاملة، ولا يشذ عن ذلك القراءة الحرة التي تُطلب لذاتها من أجل المتعة الذهنية الخالصة.
وعلى أي حال فإن الكثيرين يرفضون فكرة أن الإنسانية تجاوزت مرحلة القراءة المألوفة لأن الكتب - على ما يقول جورج لاندو George Landow في كتابه الطريف Twenty Minutes into the Future, or How are We Moving Beyond the Book - لاتزال تملأ حياتنا زاخرة بكل أنواع المعرفة والفن والأدب كما أننا لانزال نحرص على تشييد المكتبات العامة الضخمة ونفخر باقتناء الكتب وتكوين المكتبات الخاصة بنا كأفراد. ولكن المشاهد في الوقت ذاته أن كثيرًا من المكتبات العامة تتجه نحو التخلص من آلاف النسخ من الكتب والمجلات لتوفير مساحات كبيرة كانت تلك المجلدات تشغلها وتتحول بدلاً من ذلك إلى وسائل الحفظ الرقمي كما أن ثقافة القراءة ذاتها آخذة في التحول إلى (ثقافة الفضاء المعلوماتي) حيث يمكن الحصول على المعرفة عن طريق الإنترنت بسرعة فائقة وكفاءة عالية.. وربما كان أحد أهم التحديات التي تواجه المرء في هذا الصدد هي توفير القدرات والمهارات اللازمة لتعلم أساليب الوصول إلى المعلومات حتى يمكن الإفادة من ثمار عصر الإنترنت مما يعني أنه لاتزال هناك علاقة وثيقة بين القدرة على الحصول على المعرفة عن طريق الإنترنت وتعلم القراءة، وبالتالي استمرار ثقافة القراءة مع تحديث وتوسيع مجالات استخدامها وليس القضاء عليها. وجورج لاندو نفسه يعترف بأن الكثيرين ينفرون من قراءة المعلومات على الشاشة مباشرة ويفضلون طباعتها على الورق وقراءتها بالطريقة التقليدية مما قد يشير إلى احتمال استمرار ثقافة القراءة على الرغم مما قد تتعرض له من تعديلات وتحولات.
عصر الكمبيوتر الناطق
ولكن يبدو أن هذا ليس نهاية المطاف، ففي مؤتمر موسع عقد في مركز بومبيدو في الفترة من 5 أكتوبر 2001 حتى نهاية مارس 2002 كانت المشكلة المحورية التي دارت حولها البحوث والمناقشات هي (تأثير الشبكة الدولية على القراءة والكتابة وانتشار المعرفة). وكما هو الشأن في مثل هذه المؤتمرات التي تحاول استشراف المستقبل تتضارب الآراء وتتنوع وتتعارض تعارضًا شديدًا قلما يفضي إلى نتائج قاطعة على الرغم مما بها من ثراء وعمق. ولكن كان من الواضح أن هناك اتجاهًا قويًا للاعتراف بأن القراءة سوف ينظر إليها في المستقبل غير البعيد على أنها من مخلفات الماضي وأن المستقبل سيكون هو عصر الكمبيوتر الناطق الذي يتولي تلاوة النص المكتوب وتقديمه منطوقًا للمستخدم، وبذلك يصبح هو الأداة الرئيسية للمعرفة، وبدلاً من أن يرهق الشخص عينيه في متابعة النص المكتوب على الشاشة سوف يقنع بالاستماع إليه منطوقًا، بل إنه سوف يصبح من السهل تحويل كل اللغات المكتوبة إلى لغات منطوقة يمكن الاحتفاظ بها واسترجاعها والعودة إليها حينما نشاء دون تحمل مشقة الاحتفاظ بالكتب والمراجع والمجلات والوثائق الضخمة ودون تحميل العينين متاعب قراءة الكلمات المطبوعة سواء من الورق أو من شاشة الكمبيوتر كما هو الحال الآن. وسوف يساعد هذا التطور على ازدياد القدرة على الاستيعاب واتساع نطاق المعرفة وتنوعها ونشرها في المجتمعات المتخلفة وبين الطبقات الفقيرة التي تعجز عن تحمل نفقات تعلم القراءة والكتابة واقتناء المراجع الورقية وبذلك لن يكون الجهل بالقراءة وصمة عار في جبين الفرد والمجتمع مادام ذلك الجهل بالقراءة لن يمنع من متابعة تيارات الفكر ونتاج العقول المتجدد من خلال الكمبيوتر الناطق.
ولقد أصبح من الميسور الآن - وإن يكن في نطاق محدود سوف يتسع بغير شك في المستقبل - تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب عن طريق الإملاء مباشرة للكمبيوتر. وقد تكون نسبة الأخطاء التي تحدث الآن من خلال الإملاء للكمبيوتر مرتفعة ولكن هذه النسبة سوف تتراجع بالمران وبذلك فسوف تكون العلاقة بين الإنسان والكمبيوتر أكثر سهولة ومرونة ودقة خاصة وأنه سيكون من السهل توجيه التعليمات للكمبيوتر شفاهة دون الاحتياج للاستعانة بمفاتيح الكمبيوتر أو (الفارة) في تصحيح النص مثلاً أو تنسيقه، إذ سوف يكفي توجيه الأوامر والتعليمات شفاهة فيستجيب الكمبيوتر في الحال وبذلك سوف يمكن الاستغناء تمامًا عن تعلم القراءة مما يبشر بظهور ثقافة جديدة تعتمد على المشافهة بدلاً من ثقافة القراءة التي تميز مرحلة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
في مقال رائع بعدد ديسمبر 1999 من مجلة The Futurist تحت عنوان The Coming Age of Talking Computers يقول الكاتب ويليام كروسمان William Crossman إن الأجيال القادمة سوف تعيد تشكيل الثقافة المعاصرة على أسس تكنولوجية على درجة عالية جدًا من الكفاءة، بحيث يصبح الكمبيوتر الناطق هو الوسيلة الأساسية للمعرفة بدلاً من القراءة كما هو الحال الآن. وفي هذا الصدد يقول أمبرتو إكو Eco Umberto إنه لو أفلح الكمبيوتر في تخفيض عدد الكتب التي تطبع الآن تخفيضًا ملموسًا فسوف يكون ذلك بمنزلة قفزة ثقافية هائلة ورائعة.
فهل يعود المجتمع البشري إلى الماضي الذي كانت تسيطر فيه الثقافة الشفهية قبل اختراع الكتابة وقبل أن تصبح ثقافة القراءة هي المطلب الأساسي لتدعيم الكيان البشري وعلامة التقدم والرقي؟. أحمد أبوزيد
ما رأيك عزيزى القارئ الإلكترونى ... هل أفلح هذا الأسلوب الجديد فى زيادة معدل القراءة ، وهل سيصبح هو طوق النجاة لإنقاذ ثقافة القراءة المباشرة ، عن طريق الحفاظ على الأسلوب الورقى ؛ الذى قد يعمل به كمراجع وموسوعات لنفس الكتب الى تعرض على الشاشة بأسلوب القراء الطولعرضية ... و بالتالى يعيشان معاً تحت شعار التعايش السلمى ؟؟ فى انتظار آراؤكم ...

السبت، 4 أبريل 2009

مخطوطات اقتصادية حديثة

قد يتم اكتشاف هذه المخطوطات الشكلية لتقريب مفهوم الإقتصاد المحورى ؛ يوماً ما ، و لكن هل يتم ذلك بعد انهيار الإقتصاد العالمى القائم على الربا ، أم ينجوا العالم بنفسه ويطبق مبادئ الإقتصاد الإسلامى أولاً....
و للمزيد ::::
و للمزيد راجع الإقتصاد المحورى - إجتهاد إسلامى للمناقشة و الحوار……. http://osa-2008.maktoobblog.com





أشكال 1، 2





















































أشكال 3 ، 4

























































شكل 5



































































































الأحد، 15 مارس 2009

بادئ ذى بدء أود اولاً إلقاء الضوء على هذه المواد الخطيرة : صوديوم لاورايل سلفات SLS و صوديوم لاوريث سلفات SLES نظراً لكفائتهما التنظيفية العالية و رخص ثمنهما - مع العلم بأن هاتين المادتين تندرج تحت 150 مسمى يدلان عليهما : و تنبع الخطورة بأنهما من مشتقات حامض الكبريتيك المعروف شعبياً باسم : ماء النار - و المادة الثانية ملوثة بمادة الديوكسين المعروفة و مصنفة بأنها مادة مسرطنة ؛ و بالرغم أن المادة الثانية SLES تسبب نسبه أقل فى التهابات الجلد و لكنها ونظراً إلى أن الكبد لا يستطيع تنقيتها من الجسم فهى تظل فترة أطول مما يزيد من خطورتها، و فى تقرير منشور فى مجلة أكاديمية علوم السموم الأمريكية سنة1983 أشار أن تركيز 0.5% قد يسبب التهابات فى الجلد ، و تركيز من 10%:30% قد يسبب تآكل فى الجلد و التهابات حادة - كما أشار المعهد القومى للصحة الأمريكى فى نشرة إرشادات المنتجات المنزلية قد صنف أكثر من 80 منتج يحتوى إلى 30% من المادتين أو إحداهما تحت أى مسمى آخر بأنها مواد عالية عالية الخطورة و شديدة الضرر فهى تسبب أيضاً:اختلالات هرمونية و بروتيتية فهى مسبب سرطانى محتمل .. و نظرا لاحتمال امتصاصها عن طريق الجلد فهى تؤثر أيضاً على القلب و الرئة و الكبد ، كما أشارت هيئة الأغذية و الدواء الأمريكية FDA أن الأضرار المصاحبة لإستعمال الشامبو مثل : التهابات العين و خاصة الأطفال - التهاب فروة الرأس - تساقط و تقصف الشعر - انتفاخ الأيدى - تقرحات البشرة : سببها وجود SLS فى الشامبو.

و بعد ، فهذا غيض من فيض و قليل من كثير فهل ندفن رؤوسنا فى الرمال ثم نبحث عن متبرعين لمستشفيات الأورام - مع العلم أن هذه المخاطر لا ينجو منها فقير او غنى و لكن يحمل وزرها من يخفى الحقائق..


المنتجات التى تستعمل فى انتاجها :

جميع أنواع الصابون - و الشامبوهات - و منتجات زيادة الرغوة فى الحمام - معاجين الأسنان - الصابون السائل و منظفات الأطباق - و مسهحيق الغسالات - شامبوهات و صابون الأطفال - مزيلات البقع - منظفات السجاد - الأصماغ الصناعية - منظفات الجسم و الجلد - كريمات الحلاقة - الماسكرا - مضمضة الفم - اللوسيونات المرطبة و الملطفة - كريمات ضد الشمس


البدائل الصحية :

هى أولاً لا تحتوى على هذه المواد المذكورة : و يمكن التأكد من مطالعة النشرة المصاحبة للمنتج - مع ملاحظة أن المنتجات التى لا تشير الى مكوناتها فهى غالبا تحتوى على هذه المواد فيجب تجنبها - و بشكل عام يفضل استعمال المنتجات التى تحتوى على مكونات طبيعية - و يمكن الرجوع الى قائمة المنتجات الطبيعية فى صورتها الخام ويفضل استعمالها فى الصورة الزيتية - و على جماعات الضغط و جمعيات حماية المستهلك إرغام الشركات المنتجة على التوضيح التام للمكونات بأسمائها العلمية - و نحن بصفتنا مركز استشارى للصتاعات الكيماوية على استعداد لامداد الجميع بهذه القوائم مجاناً على العنوان ostrade@technologist.com

وتفضلوا بقبول الإحترام

كيمائى /أ سامة مروان أحمد

استشارى صناعات كيماوية

أوستريد تكنولوجست سنتر


السبت، 7 مارس 2009

مشروع قومى حقيقى لمصر

لو أخذنابهذه الإعتبارات:

1- إعتبار أن معنى التكنولوجيا الحقيقي هو : حل مشكلات البيئة بخامات من البيئة و بتوظيف الأيدى الوطنية ( اقتراح بمشروع ضخم لصناعة السجاد اليدوى مثلاً).

2- هذا المشروع الكبير عبارة عن وحدات انتاجية منفصلة لكل عامل ( مشروع صغير)فى مكان و ادارة واحدة - و يتم بالتمويل بدون فوائد من خلال : صندوق الإدخار المشترك.

3- هذا الصندوق الذى يتم تمويله من مدخرات القادرين فى مقابل إعفاءت ضريبية متدرجة - مع مصادر أخرى -لفترة محددة يستعيد بعدها المدخرون أموالهم كاملة غير منقوصة .

4- بإحكام دوران رأس المال بين الدولة ( المسئولة عن الإدارة و السيطرة ) و بين الأفراد ( كممولين بالإدخار مقابل إعفاءات ضريبية مع مصادر أخرى ، من جهة )- و بين الأيدى العاملة المستفيدين بالمشروع من جهه أخرى بدون فوائد - يحدث دورة فعالة فى الإقتصاد الحقيقي للمزيد راجع : الإقتصاد المحورى - + رسالة للقمة افقتصادية العربية بالكويت ..

الخميس، 26 فبراير 2009

الأصول المالية و الطاقة الغائبة

كتب د.حازم الببلاوى عن الأصول المالية وكيف أن الأسواق المالية هى المكان الذى يتداول فيه تلك الأصول ؛ مشيراًأن تلك الأصول هي مجرد رموز لأشياء تعبر عن "حقوق" أو"مطالبات " ، قابلة للتملك و التداول و الإستخدام عن الحاجة ... كما أن اللغة أو الكتابة هى رموز للتعبير عن أفكار البشر و حاجتهم للتواصل .. و أسهب المقال فى وصف تلك القيمة التى تعبر عنها الأصول المالية ، و تفرقها عن السلع ذات الإستفادة المباشرة للبشر ؛ و كيف أن هذه القيمة هى التى تحرك السوق من حيث القوة و الضعف و الثمن و المخاطر و العرض و الطلب و غيرها من أسباب التداول بين البشر .. و لكنه لم يوضح لنا ما هى هذه القيمة تحديداً ؟ و التى لو توصلنا إليها لعرفنا تحديداً ما هو الأصل الأصيل للمال و لعرفنا أيضاً كيف نديره ونستفيد منه و نتجنب مخاطره !هذا هو خلاصة : الإقتصاد المحورى و اعتباره الطاقة الأصل.و لنوضح ذلك ، لنلقى نظرة تاريخية عن نشأة الأسواق المالية ؛ فهى قد نشأت بالأساس لتداول النقود ذاتها .. و ذلك بعد ظهور النقود و اكتشاف أهميتها من حيث سهولة التداول ،عوضاً عن التبادل السلعى فى الإقتصاد الطبيعى ..و خاصة بعد تطور إصدارات النقود إلى الشكل الحالى، بعد أن كان يقوم مقامها بعض السلع الهامة أو النادرة شديدة الطلب و الإستخدام مثل الملح و التمر والبر و الشعير و الذهب و الفضة .. ثم اشتق من النقود السائلة لاحقاً الأشكال الأخرى مثل الأسهم و السندات و الأوراق التجارية و المنتجات المالية الحديثة من خيارات أو تعاقدات أو غبر ذلك ( كما ورد بالمقال ) .. و من ثم أصبح الصيارفة الذين بدءوا فى تداول عرض هذه النقود بيعاً و شراءاً ؛ هم أول نواه لظهور الأسواق المالية .. و التى تبعها لاحقاً ظهور البنوك .. و من بعدهم تطور الأمر مع ظهور المزيد من أشكال تداول النقود من أوراق مالية و أسهم و سندات و غيرها ، إلى ظهور المزيد مما يعرف الآن بالآسواق المالية الحديثة ...
ومن هذا نخلص إلى النقاط التالية :
1- كان الأصل فى التعامل بين البشر هو ما يعرف بالإقتصاد الطبيعى ، أى التبادل المباشر للسلع أو الخدمات مقابل بعضها البعض؛ و كان الرضا و التبادل الحاضر بدون أجل هو الأساس فى إتمام التعاملات ..
2- نتيجة لتنوع حاجات البشر ، مع اختلاف مواقيت استخدامها حسب الطلب .. ظهرت الحاجة لتخزين القيمة فى شكل ما ، لحين الإحتياج إليها ، حيث يتم الإستفادة منها بأكبر قدر من الكفاءة الممكنه التى تعنى عدم فقدان القيمة المخزنة ،بقدر الإمكان .
3- بدأ تخزين هذه القيمة فى عدة أشكال كما ذكرنا على سبيل المثال (الملح و التمر والبر و الشعير و الذهب و الفضة) و غيرها .. و تطور الأمر إلى الأشكال الحالية المعروفة ..

و لكن يظل السؤال ماهى تلك القيمة البانية للأصول المالية التى أتخذت تلك الرموز للتعبير عنها ؟
وللإجابة فى رأينا يلزمنا الرجوع لمقال د. حازم الببلاوى " حيث قال ، فالأصول المالية هى اختراع بشرى تم على فترات طويلة لنوع من الرموز التى تسهل تبادل و تداول الموار العينية بكفاءة أكبر ، تماماً كما سبق أن اكتشف العقل البشرى اللغة ثم الكتابة كرموز لتبادل و انتقال الأفكار و العواطف و الإحتياجات بين البشر .. فاللغه هى مجرد أصوات ، و لكنها أصوات ترمز لمعانى أو أحاسيس أو حاجات الفرد ، لكى تمكنه من الإتصال بالآخرين ، فهناك صعوبة فى نقل هذه الأحاسيس الداخلية للفرد ، و نقلها للآخرين دون وسيلة أو رموز متفق عليها .. و هذه هى اللغة ...
و نفس الشئ بالنسبة للكتابة التى هى مجرد رسوم ، و لكنها رسوم متفق عليها تعبر عما يجول بالخواطر ..
و كذلك الحال مع الأصول المالية ، فهى أيضاً رموز تعبر عن الموارد الإقتصاية العينية .. و تسهل تعامل الأفراد فى هذه الموارد الحقيقية من خلال التعامل فى هذه الرموز " و خلص إلى أن الأصول المالية مثل النقود و مشتقاتها و كذلك حق الملكية ، ليست أشياء ملموسة و لكنها رموز متفق عليها و معترف بها من جانب المجتمع بأحقية الملكية و التداول .
وبالرغم من ذلك فإن ما نود أن نشير إليه؛ أن الموارد الإقتصادية العينية التى اتخذت من الأصول المالية رموزاً للتعبير عنها .. هذه الموارد ذاتها هى رموز لقيم أخرى - حيث أن تلك الموارد ليست سلعاً استهلاكية يستفاد بها بطريقة مباشرة ولكن تستعمل فى الحصول على تلك السلع ، هذه القيم الأخرى هى التى تعمل على تلبية الإحتياجات البشرية على مختلف أنواعها .. و التى فى سبيلها يبذل الفرد الطاقة فى العمل عن طيب خاطر و رضا ، ليحصل عليها .. و من هذه الزاوية نقول أن الأصل فى الموضوع كله هو الطاقة البشرية المبذولة لتلبية كافة الإحتياجات البشرية .. و هى التى فى سبيلها يعمل الفرد و يفرح ويرضا و يغضب و يثور أويحارب بل و تدور حولها كافة الأحاسيس البشرية و التى تدفعه للتمسك بالحياة .. بل لا نبالغ إذا قلنا أنها قد تدفعه للموت و الإنتحار إذا فقدها !!
و لنقرب الصورة التى نود التعبير عنها ، دعنا نتتبع طريقة نشأة وتكون تلك التى نطلق عليها الأصول المالية :
فلكى يتم الحصول على منفعة ما ، لابد من بذل جهد ما فى مقابلها .. هذا الجهد المبذول يتم مكافئته بالعائد المناسب الذى يحدد بالرضا و التفاهم بين الطرفين .. هذا العائد الذى تم الحصول عليه ؛ ليس بالضرورة يتم استهلاكه كله فى حينه .. و لكن قد تنشأ عنه الحاجة لتخزين الفائض منه لحين الحاجة إليه أو لإدخاره أو اعتباره من المقتنيات أو حسب مايترائى للفرد أن يفعل ...هذا الفائض أياً كان هو خلاصة جهد وطاقة بشرية مبذولة .. يأمل الفرد فى استعمالها حسب حاجته وقتما يشاء .. بما يحقق له توفير الجهد و الطاقة لاحقاًً .. إذن مانقوم بتخزينه فى الأصول المالية أو النقود و مشتقاتها هو : الطاقة .
و هنا قد تعرف الأموال بأنهاأحد صور الطاقة .. و بالتالى إذا أردنا أن نعرف مفتاح التعامل مع الأموال ، فيلزمنا وجوباً و بالضروة التعرف على كيفية التعامل مع الطاقة ذاتها !!ومن هنا لابد أن ندرك أن الطاقة لا تخضع للتداول الزائف مثلاً أو الربا .. كما لا تخضع أيضاًً لقوانين التحديد أو التنبؤ رجماً بالغيب .. و لكن ببساط تخضع للقوانين الطبيعية للتعامل الحاضر و الرضا .." إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم"
"إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم"
و للمزيد راجع الإقتصاد المحورى - إجتهاد إسلامى للمناقشة و الحوار…….
http://osa-2008.maktoobblog.com

الأربعاء، 18 فبراير 2009

10 أفكار غربية إقتصادية..

طرحت جريدة الشروق الجديد 10 أفكار غربية إقتصادية للخروج من الأزمة الحالية ، نعرضها فيما يلي مع التعليق على كل منها من وجهة نظر الإقتصاد المحورى:

1- الرأسمالية الإبداعية : بيل جيتس
توسيع دوائر الإبداع ، و المحافظة على الظواهر الإيجابية ، بوقف التدهور الأخلاقى لمنهج السوق الحرة، الذى يسعى لتعظيم المكاسب و الأرباح فقط .. و يقترح الحل بأن تكون هناك مخصصات من الربح لمساعدة العالم الثالث ، قد تسهم أيضاً فى توسيع الأسواق العالمية ؛ بما يعود بالتالى على المستثمر بفوائد ..
الإقتصاد المحورى :
مازال الفكر الرأسمالى يدور فقط حول فكرة استمرار هيمنته و تفوقه المالى ؛ و ماهنالك من الحلول إلا بعض الفتات ، التى بالكاد لا تسد رمق العالم الثالث ، و ليس ذلك هو الهدف الوحيد بل هو استمرار كون العالم الثالث سوق مفتوحة لهم؛ بل وقابلة للزيادة و التوسع .. لإمتصاص عيوب ومثالب و مساوئ الرأسمالية ( كما أوردنا بالتفصيل فى الفرضية )

2- الرأسمالية السلطوية : بوتين
عملية التحول فى الدول الشيوعية الكبرى السابقة ، خاصة الصين و روسبا إلى نظم رأسمالية تسلطية .. هذا ما يخشاه الغرب أن يؤثر على دول الشرق الأوسط و الخليج كوسيلة لكبح القلاقل الإجتماعية الناجمة عن نقص الغذاء و ارتفاع تكلفته..
الإقتصاد المحورى :
عملية التحول هذه ، أوضحتها النظرية من المعادلة : ج > ع ، أى الجهد المبذول أكبر من العائد المتاح ، مما جعل الفوائد العائدة على المجتمع =-1؛ أى أقل مما يستحقه الجهد المقابل بواحد صحيح من العائد المستحق ..
وحيث أن العكس هو الحاصل فى المجتمعات الرأسمالية ؛ أى أن العائد يزيد عن الجهد المقابل المستحق بمقدار =+1 - فيما ع>ج ..
و من هنا نشأ الفهم الخاطئ .. أن ملاذ كل منهما عند الآخر .. أي معادلة الزائد هنا بالناقص هناك فى محاولة لتصبح ع=ج ،و، ف= صفر

أى بعبارة أخرى بأن يهرول كل طرف منهما للآخر .. ويحاول الإشتراكى أن يصبح رأسمالى إلا قليلاً - و كذلك يحاول الرأسمالى أن يصبح إشتراكى إلا قليلاً ... و الحقيقة أن كل طرف مستقلاً عن الآخر؛ يجب أن يحقق المعادلة: ج=ع ؛ ف=صفر ، بنفسه - منفصلاً عن الآخر ليحل مشكلتة !!

3- الرأسماية السوبر : روبرت ريتش
هى محاولة للتنبيه بضرورة التوازن ما بين أدوار الحكومات و قطاعات البزنيس ..
حيث تحولت قوة المواطن فى مجتمعه إلى التعامل مع المواطنين باعتبارهم مستهلكين و مستثمرين - مما خلق حالة من التباعد بين المواطنين من جانب و السياسة و المجتمع من جانب آخر ..
ويرى روبرت ريتش - وزير العمل الأمريكى - صاحب هذا المصطلح ، أن الحل هو فصل الرأسمالية عن الديمقراطية .. بشرط وجود طرف يحرس المسافة بينهما ، من خلال حزمة قوانين و إجراءات تنظيمية ، لاستعادة قوة المواطنين فى مجتمعاتهم فى مواجهة النمط الإستهلاكى..مع تحميل الطرفين : الشركات التى تسعى لأفضل العوائد و كذلك : المستهلكين الذين يسعون لأفضل العروض ؛ يحملهم معاً المسئولية عن الوضع الراهن ..

الإقتصاد المحورى :

فى واقع الأمر إن محاولة الفصل هذه ، التى يدور حوله هذا الرأى ؛ بين طرفين لم يتوصل إليهما ؛ هما طرفا معادلة تفاعلية واحدة ، هى معادلة لتحقيق دوران متوازن بينهما ؛ للطاقة التبادلية الموجودة فى المجتمع ، و مهمتها الأولى هى تحقيق المنافع لكليهما معاً و بشكل متوازن - بشرط الحفاظ على السلام و الأمن الإجتماعى و الإستقرار الحكومى .. و فى ذلك تدعيم للديمقرطية و ترسيخ لها فى نسيج متكامل مع الإقتصاد ، و بدون الفصل بينهما.

و نراه يحاول تحديد تعريف كل طرف ، فتارة المواطن و المجتمع ، وتارة يقول الرأسمالية و اليمقراطية ، ثم عاد و حمل المسئولية للمستهلكين فى مواجهة الشركات ..

ولذا فقد بدأت النظرية بإنشاء قطبين : يتم التبادل المحورى بينهما : المواطن والدولة ( أو الفرد و الجماعة ) - بحيث يتبادلا الإستفادة برأس المال بشرط أن تكون الحركة حيث ف= صفر أى بدون أى فوائد - مما يحتم معه؛استمرار دوران رأس المال بينهما .. و ذلك هو الحل الأمثل( للفصل الإندماجى )الذى يؤدى للإستقرار فى المجتمع.

4- الأممية الليبرالية : بيل كلينتون

تمثل الحزب اليمقراطى الأمريكى و الإنعزاليين ، و يتفقان على رفض التدخل العسكرى خارجياً ، لفرض المصالح الأمريكية العليا

، إلا أنه يدافع عن الذهاب إلى الحروب ذات الطابع الإنسانى و الأخلاقى ..بينما يعارض الجمهوريون و المحافظون هذا الإتجاه ، و يعتبرونه اتجاهاً حالماً ؛ بافتراض إمكانية تفعيل دور القانون و العدالة بعيداً عن توازنات القوة و الضعف ..

وحالياً يوجد بجوار أوباما مدرستين : مدرسة الهيمنة الديمقراطية ، و مدرسة الإمبرياليون الليبراليون ، و تقولان أن الولايات المتحدة و الحلفاء الأوربيون يملكون الحق فى غزو الأراضى الأجنبية ، و إعادة هندسة المجتمعات إنتصاراً لقيم حقوق الإنسان و اليمقراطية .

الإقتصاد المحورى :

مهما تعددت الوسائل أو المدارس ، فهدفها هو معادلة النقص الشديد فى الطاقات التبادلية المجتمعية ؛ داخل مجتمعاتها ؛ بأى وسيلة كانت ... ولو إضطرت لخوض الحروب .. المهم الحصول على الطاقة ، التى تعادل العوائد الجوفاء لديهم ؛ بآلية غير مفهومة لديهم، بأنهم يعملون على الوصول إلى أن تكون المعادلة : ج=ع ... و لكن مع استمرار: ف>صفر .. لا يصلون إليها أبداً !!

5-مجالات النفوذ:

كان الغزو الروسى للأراضى الجورجية فى أغسطس الماضى قد وضع نهاية فترة انتظار طويلة للعلاقات المتوترة بين روسيا و الغرب ، فقد أعلنت روسيا عن مجالها الحيوى من جديد ، و أنها لن تسمح للآخرين بالعبث به .. و يبدوا أن المستقبل سيكون للصراع ما بين الحكومات الغربية التى ترفع راية الإنتصار للديمقراطية ؛ فى مواجهة المصالح القومية الروسية،فى مجالات النفوذ الحيوى لموسكو فى أولوية صياغة العلاقة مع الغرب ؛ بمنطق أن روسيا قوة يجب أن يحسب حساب لها ..

الإقتصاد المحورى :

هاهم أولاء يعيدون الكرة نحو تقسيم العالم لمصلحتهم ؛ و لن يقنعهم الكف عن ذلك ، إلا كون أن باقى العوالم قد أدركت كيف تدير شئونها بنفسها ؛ عن طريق تطبيق الإقتصاد المحورى ؛ الذى هو ليس موجهاً ضد أحد ، و لكنه الوسيلة المثلى للتعايش معاً.

6- عودة التاريخ : فرانسيس فوكوياما

... فكرة فوكوياما قامت على أن اليمقراطية الليبرالية على النمط الغربى ، ستكون لها الغلبة بالتزامن مع تيار العولمة ، بينما الذى خرج من ذمة التاريخ هو الماركسية ، التى بشرت أن الشيوعية هى الأيدلوجية التى ستسود العالم . و لم يستبعد المفكر الأمريكى فرص ظهور تنويعات متصلبة فى إطار منظومة الديمقراطية الليبرالية ؛ من بينها اليوم طريقة توظيف النظم السلطوية للنموذج الإقتصادى الليبرالى ، لمصلحة ترسيخ أقدامها فى الحكم.و الخطأ الشائع هو القول أن فوكوياما وضع نقطة نهاية التاريخ ، و انتصار الليبرالية الإقتصادية و السياسية بعد اعلان نهاية الحرب الباردة بين الشرق و الغرب .

الإقتصاد المحورى :

فى الحقيقة ، أن فرحة الديمقراطية الليبرالية على النمط الغربى - الرأسمالية - بانحسار الشيوعية ؛ هى فرحة منقوصة ، بل لا مبرر لها على الإطلاق .. و ذلك لأنها بإدراكها لاحقاً أنها -أى الرأسمالية - سوف تلحق بزميلتها الشيوعية ، و ستصبح هى أيضاً فى ذمة التاريخ .. لكان لها وقفة مختلفة مع نفسها ..

و ذلك أن الإنحسار المتعجل للشيوعية قبل الرأسمالية ؛ تفسره نظرية الإقتصاد المحورى : بأنه حدث بسبب جوهرى و هو إنفجار الجهد فى مقابل العائد : ج>ع - ف=-1 ... تماماً بما يشبه إنفجار إطارات السيارة ،عندما يصبح ضغط الهواء داخلها ؛ أكبر من طاقة احتمال و سعة الكاوتشوك الحاوى له ..، و بما أن الجهد هو العامل البشرى فى المعادلة ؛ و هو الطاقة المحركة للموارد البشرية ؛ و هو الذى يستجيب و يتأثر بعوامل الرضا و السخط ، و القادر على العطاء ؛و المطالبة بالعائد المناسب ، فقد هبت الشعوب تطالب بمكاسب قد طال غيابها .. و كان ما كان .. و ألقت بالشيوعية فى ... ذمة التاريخ !!

أما الرأسمالية الحالمة .. فهاهى قد صنعت لنفسها إطارت من الكاوتشوك ضخمة ، باستيلائها على عوائد جوفاء ،و خالية من الجهد المقابل المناسب ، فكأنما ضخت القليل من الهواء فى تلك الإطارات المتضخمة ، اى أن ع>ج فأصبحت ف=+1 ، فأمست تلك الإطارات تنهار تحت أقل ضغط ، وتهبط و تهبط ، فى محاولة لأن تلمس القليل من الهواء الموجود داخلها، لعله يقيم صلبها ، و لكن هيهات هيهات فتلك قوانين الفيزياء التى لا فكاك منها ، و تستمر لعبة التوسيع و الإنهيار .. بشكل دورى .. و ذلك ما يفسر الإنهيارات المالية الدورية الغامضة فى العالم الرأسمالى ، و التى تحدث كل 15 أو 20 عاماً. مما سيؤدى حتماً فى نهاية الأمر إلى تمزق و تهلهل الإطارات - سواء الكاوتشوك أو العوائد الرأسمالية الوهمية الزائفة - من كثرة الإنهيارات ؛ و من المطالب المستمرة المعيشية الملحة التى لا تحتمل التأجيل - و هاهى الرأسمالية تسير فى طريق سارت فيه من قبلها الشيوعية ..


جارى استكمال طرح الأفكار و التعليق عليها،:
7- ديكتاتورية النفط
8-عصبة اليمقراطيات
9-العالم الحر
10-الأممية المحافظة
و للإستزادة عن النظرية برجاء مراجعة الموقع :
أو إستعمل الموقع التالى بسرعة تحميل حوالى 6 ثوانى فقط للعرض الكامل :

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

رسالة للدكتور أحمد زويل

تحدثتم فى ندوة الأوبرا مساء الإثنين 16-2-2009 عن كتاب باللغة الإنجليزية عن الحضارة الإسلامية فى الأندلس - و كيف أنها كانت قائمة على vision & justice أي الرؤيا المنهجية مع العدل …
ولكن أعتقد أن هاتين القيمتين لم يكونا و حدهما بحال من الأحوال .. و لولا تواجد قيمة أخرى ورائهما ، هى المحركة لهما ؛ ما كان لهما وحدهما أن يرفعا لواء حضارة ..
هذه القيمة هى نوع من أنواع الطاقة : و هى الطاقة البشرية - فى صورتها التى تؤهلها لتكون المحركة للموارد البشرية .. البانى الحقيقى للحضارة ..
هذه الطاقة لا تتبدى و لا تظهر و تصبح محركة لنهضة المجتمعات وقيام أسس الحضارة إلا فى حالة تحقق المعادلة التالية :
ج = ع عندما ف = صفر
فى منهج متكامل أطلق عليه:
الإقتصاد المحورى - إجتهاد إسلامى للمناقشة و الحوار…….
فهل لى أن أطمع منكم فى الإطلاع عليه ؟