الأربعاء، 20 مارس 2013

دراسة مشروع الملكية الشعبية (1)

دراسة مشروع الملكية الشعبية (1)

كتبهاأسامة مروان ، في 13 يناير 2009 الساعة: 14:33 م


ٍسأل أحد الصحفيين المليونير الأشهر فى حقبة السبعينيات من القرن الماضى أوناسيس (لاحظ أنه مليونير و ليس ملياردير ، فلم تكن تلك التسمية قد ظهرت بعد بالرغم من أنه كان أغنى أغنياء العالم فى ذلك الحين مما حدا بأرملة الرئيس كنيدى إلى الزواج به ) المهم أن الصحفى سأله عن مدى عدالة توزيع الثروات فى العالم و التفاوت الرهيب الحاصل .. فأجابه بأنه لو بفرض تم إعادة توزيع الثروات على جميع سكان الأرض بالتساوى و بالعدل كما تظن .. فإنه بعد نصف ساعة فقط سوف يعود الوضع إلى ماكان علية من قبل …
وفسر الصحفى ذلك بأن اختلاف المهارات الإدارية و المواهب الطبيعية ، و الإختلافات الشخصية بين الأفراد ، سيكون هو الفيصل فى مدى احتفاظ أو عدم احتفاظ كل فرد بما لديه .. و زيادته أو نقصانه أو فقده بالكلية ..
و مؤخراً .. أعلن الحزب الوطنى الديمقراطى عن مشروع الملكية الشعبية ..
من حيث المبدأ .. و بعيداً عن توجسات البعض مما يصدر عن الحزب الوطنى نتيجة لبعض الممارسات السابقة التى كرست عدم الثقة .. أود أن أنوه أن مجرد الطرح للنقاش العام هو فى حد ذاته إجراء محمود من الحزب .. حتى و لو كان السبب هو ضخامة المشروع ، و خطره ، و الحساسية الشديدة التى تصاحب تنفيذه و التى لا تسمح بأى خطأ فى التطبيق ؛ كما يدل على الحاجة الفعلية لتكاتف جميع فئات الوطن .. التى هى الشعب بكل طوائفه و منهم السياسيين من حكومة أو معارضة ..
و أود من خلال هذه الدراسة المتواضعة إلقاء بعض الآراء التى قد تفيد فى إثراء هذا الحوار …
و ذلك من خلال الإعتبارات التالية:
أولاً : يجب تحديد و بحث ماهية الملكية الفعلية و من يحق له التصرف فى هذه الأصول.
ثانياً : يجب تحديد من هو المستحق لتلقى هذا العطاء .. و ما هو المقابل لذلك؟
ثالثاً : ما هو الهدف المرجو من التوزيع .. و ما هى المزايا الفعلية و ما هى العيوب ؟
رابعاً : فى حال تحديد ما سبق - ماهو التوجيه الأمثل للإستفادة من المزايا - و ما هو الأسلوب المناسب لتفادى العيوب المحتملة ؟
خامساً : ما مدى تطابق هذا الإجراء لأطروحتنا المتكاملة نحو إقتصاد قد يمثل الطريق الثالث بين الرأسمالية و الإشتراكية - مع طرح رؤيتنا المتكاملة نحو كيفية التطبيق و التى سبق لنا طرحها فى العنوان :
بداية لنلقى أولاً نظرة فاحصة على الطرح الكامل الذى أعلنه الحزب على موقعه .. و قد قمنا بالتركيز على بعض النقاط التى تفيد فى الوصول لفهم الطرح كما أراده القائمين عليه .. و فى نفس الوقت .. قمنا بتسليط الضوء على الأفكار التى تعنينا فى إدارة الحوار ليتم من خلالها إبراز الأهداف الرئيسية للطرح كما فهمناها .. و حتى يتسنى لنا الفرصة لإبداء الرأى فيها.
و ذلك عن طريق التنسيق بطريقة : القراءة الطولية : التى تتيح للعين إلتقاط الكتابة باللون الأحمر بالتتابع - فيؤدى الهدف المرجو للفهم الإجمالى للمقال بسرعة أكبر - مع إتاحة التفاصيل فى نفس الوقت ..
فهيا إلى القراءة الأولى فى أطروحة الحزب .. ثم نتابع فى باقى المقالات باقى التفاصيل..
 ——————————————————————————————————————————-
11. ما هو الهدف إذن من تنفيذ البرنامج المصري للملكية الشعبية؟
- الهدف من هذا البرنامج هو إعطاء الفرصة للمواطن المصري في تملك بعض الأصول المملوكة للدولة من خلال نقل ملكيتها إليه مجاناً، والاستفادة من عوائدها بشكل مباشر، وممارسة كامل حقه في متابعة أداء الشركات التي تحوي هذه الأصول.
- يساهم هذا البرنامج في تحسين أداء هذه الشركات من خلال مراقبة المساهمين للشركات بشكل مستمر، وخضوع هذه الشركات لمزيد من الشفافية والإفصاح، ويزيد من قدرتها على تمويل مشروعات التوسع في المستقبل، كما يسمح بمشاركة الاستثمارات الخاصة فى تطوير العديد من الشركات الداخلة في هذا البرنامج في المستقبل.
12. لماذا تم تبني هذا البرنامج في هذا التوقيت؟
- كما سبق وتم الإيضاح، كان يتطلب تبني هذا البرنامج إعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال العام لكي تصبح مؤهلة لتنفيذه، وهو ما تم القيام به على مدى السنوات الماضية من خلال تسوية مديونيات الشركات المتعثرة وضخ استثمارات جديدة وتطوير الإدارات، حتى أصبحت هذه الشركات تحقق أرباحاً في مجملها بعد أن كانت خاسرة.
- كما واكب ذلك تطور في المؤسسات الإشرافية والرقابية والتشريعات الاقتصادية الحاكمة والأداء الرقابي بما يسمح بتنفيذ هذا البرنامج بكفاءة تامة.
13. هل هذا البرنامج بديل للدعم الذي توفره الدولة للمواطنين؟
لا يوجد أي علاقة بين البرنامج وما تقدمه الدولة سواء من خدمات أو دعم للمواطنين، والدولة مستمرة وملتزمة بتقديم برامج الدعم والخدمات العامة المختلفة للمواطنين من خلال الموازنة العامة للدولة.
14. هل البرنامج يشمل كل الأصول المملوكة للدولة ؟
البرنامج المقترح يتضمن فقط نسب من الأسهم في شركات قطاع الأعمال العام، ولا يتضمن باقي الأصول المملوكة للدولة على النحو الذي سيتم توضيحه لاحقاً.
15. هل جاء البرنامج كرد فعل للأزمة المالية العالمية الراهنة؟
تم البدء في الاعداد لهذا البرنامج في منتصف عام 2006، ويتم الحوار والنقاش بشأنه الآن، وفي حالة إقرار مشروع القانون المقترح سيستغرق البرنامج ما يقترب من عام كامل للتنفيذ… فهو ليس رد فعل للأزمة المالية العالمية الراهنة، وسيتم تنفيذه الفعلي حال الموافقة على تشريعه المقترح بعد فترة من الآن.
16. من المستفيد تحديداً من تنفيذ هذا البرنامج؟
البرنامج المقترح يعود بالنفع على المواطن والشركات والموازنة العامة للدولة و بالتالي الاقتصاد القومي المصري.
17. ما هي الاستفادة التي ستعود على المواطن من تنفيذ هذا البرنامج؟
يتملك المواطن المصرى من خلال هذا البرنامج حصة في أصول الدولة مجاناً وسيتمتع المواطن المصري بحرية كاملة في اتخاذ القرار… سواء بالاحتفاظ بها والحصول على عوائد دورية منها، أو بيعها والحصول على عائد نقدي من البيع يمكن ادخاره أو الاستفادة منه في ضرورات حياته.
18. أين نصيب الأجيال القادمة؟
يضع البرنامج في مقدمة اهتمامه مصالح وحقوق الأجيال القادمة، وحماية حقوقهم في ثروات بلادنا، من خلال إنشاء صندوق للأجيال القادمة تخصص له نسبة محددة من الشركات المدرجة بالبرنامج، ويعمل بالأساس على تقديم خدمات لرعاية أجيال المستقبل. ويعزز من ذلك تخفيض المديونيات المتعثرة التي كانت ستتحملها هذه الأجيال في حال استمرارها، واحتفاظ الدولة بالجانب الأكبر من أصول هذه الشركات لصالح الأجيال القادمة.
19. ما هو الأثر على الشركات الداخلة في هذا البرنامج؟
يساهم تنفيذ هذا البرنامج في تحسن أداء الشركات من خلال خضوعها لرقابة المساهمين ومتابعتها بشكل دوري ومستمر، بالإضافة إلى التزام هذه الشركات بقواعد الإفصاح والشفافية، وهو الأمر الذي سيساهم في زيادة كفاءة هذه الشركات وتحسين أدائها، كما يمكن الشركات من رفع قدرتها على زيادة رؤوس أموالها ومشاركة الاستثمارات الخاصة فيها.
20. ما هو تأثير تنفيذ هذا البرنامج على الموازنة العامة للدولة؟
- ستحصل الموازنة العامة للدولة على نسبة من قيمة البيع عند التداول الأول لصكوك الملكية الشعبية في سوق الأوراق المالية، بما يحقق موارد للدولة تتجاوز ما تحصل عليه سنوياً من البيع المباشر لهذه الأصول والشركات.
- هذا بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة في الضرائب المحصلة من هذه الشركات نتيجة لتحسن أرباحها وزيادة كفاءتها، ففي حالة تحسن أداء الشركات من المتوقع أن تستفيد الموازنة مما تحصله من موارد سيادية بشكل أكبر.
21. ما هو أثر تنفيذ البرنامج على الاقتصاد القومي؟
ان رفع الكفاءة الاقتصادية للشركات وزيادة إنتاجيتها يؤثر ايجابياً على الاقتصاد القومي، كما سيحقق تطبيق هذا البرنامج أثراً على الاقتصاد القومي يأتي كمحصلة الأثر الايجابي على كل من المواطنين والشركات الداخلة في البرنامج والموازنة العامة للدولة.
أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  • Digg
  • Facebook
  • Google
  • LinkedIn
  • Live
  • MySpace
  • StumbleUpon
  • Technorati
  • TwitThis
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  

5 تعليق على “دراسة مشروع الملكية الشعبية (1)”

  1. متنا ……

    ولازالت غزة بحجارتها ….

    تقارع طغيان حديد

    صامده ….

    صابرة ….

    تحارب بأنفاس وليد ..

    ودعت أمسها ….

    بألف شهيد….

    فكم على المحراب ستنزف ياوريد…؟؟

    لها في الله املٌ…

    وغد… كرامة فجر جديد ……

    دامت نخوة اقلام كل شرفاء الامة ……

    دجلة …..
  2. مجاهد الحيران قال:
    قطر تطالب بعقد القمة العربية على أرضها لوقف العدوان على غزة… بينما قنابل الفسفور الأبيض تنطلق من قاعة العديد القطرية الأمريكية إلى إسرائيل .. هل عندكم تفسير !!
  3. نحن فى حاجة لتطوير الإطار القانوني والتنظيمي المنظم لتوجهاتنا الأقتصادية ….بل تطوير السلوكيات أيضا….فهل لدينا من الخبرات من يصيغ خطة محكمةـ قابلة للتنفيذ ـ ولديه القدرة على متابعتها لتحقيق التطوير المطلوب؟ نحن أساسا نفتقد للتنسيق بين كافة الجهات المعنية بموضوع واحد ………فكيف يتحقق أملكم المنشود

    ويبقى السؤال

    هل هناك ثقة لدى الجماهير بأنه هناك عائد من هذا المشروع؟؟

    من هم المساهمين المراقبين وهل هم من أهل الثقة أم من أهل الخبرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    فى إنتظار ردكم

    وتقبل تحياتى
  4. اكرم عبد السميع قال:
    الاخ الكريم

    جئت ادعوك لزيارة ادراجى الجديد
    دمت بخير
    اكرم عبد السميع
  5. الفاضلة أمل / عذراً لتأخر الرد لإنشغالى فى مطالعة بعض المراجع و دراسة بعض المصطلحات … بالطبع قد أصابت ملاحظاتك - كعادتك - كبد الحقيقة .. فنحن بالفعل بحاجة إلى مراجعة الكثير من الأمور .. و أولها الإتفاق على معانى المصطلحات وتحديد المقصود منها .. و كذلك لابد من تطوير الأطر القانونية و التنظيمية و السلوكية كما أشرت .. و لذا لا بد أولاً من الإتفاق على الأسس النظرية و إحكام دراستها قبل طرحها للتطبيق العام .. و لا مانع فى أثناء وضع هذه الدراسات : محاولة عرض المشكلات الإقتصادية المجتمعية الواقعية على (النظرية ) و محاولة الوصول لحلول مبتكرة لها و فى هذا الصدد قد يفيدنا ذلك فى اتجاهين الأول هو محاولة إيجاد حلول مناسبة قابلة للتطبيق لهذه المشاكل - أما الإتجاه الثانى هو إختبار مدى قدرة ( النظرية ) على التفاعل مع الواقع و مدى مرونتها و نجاحها المرجو من التطبيق الشامل لها …. و سنقوم قريباً بطرح حوالى ثمانون معضلة تطبيقية تتطلب ثمانون مفكراً لدراستها و الوصول لحلول عملية لها .. تمهيداً لإضافتها إلى النظرية المحورية .. بإسماء أصحابها .. حتى نقترب أكثر للحلول الشاملة التى نهدف إليها نحو إقتصاد اسلامى عالمى قابل للتطبيق و يصنع نهضتنا الشاملة بإذن الله تعالى .. و لعلك تلاحظين فى سلسلة مقالات: دراسة مشروع الملكية الشعبية - هذا الإتجاه .. و أنتهز هذه الفرصة و أطلب منك و من كل غيور على إسلامنا : إختيار أو ابتكار أى مجال يتطلب دراسة فكرية عالية ويمكن أن يضيف لهذا العمل جديداً و البدء فوراً فى الفكر و الدراسة و الإضافة و الطرح للنقاش العام .. و قد يتطلب ذلك إعادة قراءة النظرية كاملة .. مع تقبلنا للنقد البناء بكل ترحاب .. بل أطلب ذلك من كل أخوة فى الوطن بل و العالم كله من كل دين أو مله .. فالمال عملة الدنيا و الدين عملة الآخرة !!


اكتب تعليــقك
الإسم الذي سيظهر على التعليق
مشتركي مكتوب
اسم آخر

free counters

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق