السبت، 16 مارس 2013

مخاطر ومحاذير العملة النقدية الموحدة ..!!

مخاطر ومحاذير العملة النقدية الموحدة ..!!

كتبهاأسامة مروان ، في 14 أكتوبر 2009 الساعة: 23:01 م

 سمعنا مؤخراً عن دعوات إنفصالية داخل عدة ولايات أمريكية ، وكان السبب هو فشل الحكومة المركزية فى حل منقذ للأزمة الإقتصادية و المالية الطاحنة،التى تجتاح أمريكا و العالم حالياً .. و للبعض رؤية، مفادها أن من أحد أسباب تلك الأزمة هو وجود عملة موحدة لأكثر من نطاق جغرافى مختلف ،مثال ذلك العملة الأوروبية : اليورو !! و بشكل أو بآخر : الدولار الأمريكى ، باعتباره العملة المرجعية لمعظم العملات العالمية - و منشأ هذه الرؤية ؛ أن العملة الوطنية لابد أن تعبر بصدق عن مجموع طاقات المجتمع ، التى من خلالها تحدث عملية تبادل المنفعة ؛ عن طريق تبادل السلع بالنقود - و هو ما لا يتحقق فى العملة الموحدة - ولذا ننصح بالتريث فى إطلاق عملة الخليج الموحدة … و هذا موضوع مقالنا التالى .. بإذن الله
للحفاظ على الثقل الإقتصادى لدولة ما ؛لابد من أن تكون هذه الدولة ذات عملة قوية،قادرة على اجتذاب سلع و بضائع و خدمات و مستلزمات مختلفة ذات جودة ، وقادرة  على تلبية الإحتياجات الوطنية فى الداخل …
و تكون هذه العملة ، فى ذات الوقت قادرة على تحمل عبئ التبادل السلعى، بين المواطنين.. بمعنى آخر؛ يكون هناك مقابل لهذه العملة الوطنية المحلية ، مقابل آخر متوفر من السلع و الخدمات ؛ و إلا فإنها تدور فى فراغ غير مجدى … بعبارة أخرى، لابد أن يكون قد بذل من الجهد البناء ؛ و العرق المثمر للحصول على انتاج جيد، يفى بحاجات الأفراد و الجماعة ، داخل هذا الوطن أو الدولة … و لنتأمل المثال التالى :
    استيقظ "سيد داره" ذات صباح مشرق و نادى على "ست الدار" أن تستعجل بإعداد الطعام ، بعد أن بات ليلة  البارحة هانئاً .. و لكن "ست الدار" أجابت بحسرة ما عندنا ما يكفى من الطعام - فقد انشغلت بليلة البارحة ،عن اتمام غزلها ؛الذى تبيعه فى الصباح الباكر ، و تشترى بما تربح طعاماً للإفطار ؛ حيث كان زوجها يكدح باقى النهار ، و بالكاد يبتاع باقى طعام النهار ،و مستلزمات المعيشة و الدار … و بينما هم  فى هم ، إذا بالباب يدق ،و إذا بالجار العزيز يأتيهم بما لذ و طاب ،من عرس ابنته البارحة ؛ و بعد الشكر و الإكرام انصرف الجار الهمام ، وعاد الزوج لزوجته بالطعام ، و معه صرة من المال ؛ منحة لا ترد من الجار ، نذراً لتمام فرح ابنته كان قد نذره من زمان ..
تنهدت الزوجة ، و قالت بفرح ، سوف استريح لفترة ، من الغزل و المغزل ، و نستمتع بهذه الأموال ….
و لكن ، بينما هم قعود ؛ دقت عليهم الباب ؛أم فرحة الدلالة ، و التى اعتادت أن تشترى كل طلعة نهار، الغزل من "ست الدر" ، و تذهب بالمشوار ، للأسواق و التجار، و تبيعه لهم، ثم تشترى أغراضها ؛ بما أفاء الله عليها من أرزاق … و لكن فى هذا النهار ، لم تجد الغزل ؛ المطلوب للتجار ؛ و قبل أن تحزن ، على ضياع النهار ؛ سارعت " ست الدار" ، و أعطتها بعض المال ؛ من عطية الجار ، لعلها تصطبر به ، على ما صار..
و إذا ؛ و هم بحديث ، و حلو كلام و سمر، و طعام وشراب منهمر ، إذ بمبعوث التجار، ينبه أم فرحة ، بأن جميع التجار ، لها على لهفة ، فى انتظار ؛ حتى يسلموا ما تعاقدوا عليه من غزل لزبائنهم ؛ و الذين سبق و أن سلموهم العربون، لحين استلام ..الغزل ماركة " ست الدار" ..
ولكنه وجد الحال ، كما هو الحال ، فرجع للتجار، بحسرة و انكسار ؛ و طالبهم باجتماع ، قبل أن يسؤ الحال ، فى السوق و قد ينهار ..
و أحست ست الدار؛ بما يجرى من مرار ، فقامت بهمة و اقتدار، إلى مغزلها ؛ ليعود الى الأسواق الجودة و الإزدهار….………..
                من هذا المثل ، نرى أن توقف دورة رأس المال و الأعمال،كان بسبب الطرف الأول : منتج الطاقة و الإنتاج ، محرك رأس المال نحو التبادل و المنفعة للجميع ؛ و بمجرد عودته للعمل عادت الحياه للدورة الإقتصادية - و هنا ننبه أن دورة الأقتصاد منبعها الانتاج و مصب غايتها الإستهلاك بتلبية الحاجات ،( و ليس دورة التمويل و فوائد القروض )- و يكون النقود فى هذه الحالة ؛ الوسيلة لتنقل هذه المنافع بين البشر ، وفقاً لقيمة محددة من الاصدارت المعبرة عن طاقات التبادل بين البشر و الانتاج الفعلى - و أي زيادة ، من منح أو هبات بدون عمل (أو فوائد القروض)، تؤدى الى أن تنشئ هذه العملة الزائدة ؛ فراغ فقاعى خالى من الطاقة ، و تأكل هذه الزيادة كل نمو حقيقى ، مما يؤدى فى النهاية للانهيار الحتمى …و من هنا ، و نظراً للمحلية الشديدة ، و الخصوصية التامة لهذه الطاقات المحلية ،وجب بل و تحتم : أن تكون العملة شديدة المحلية ، فهى هنا كالدابة  تنقلنا و لا نأكلها .. و تبقى بعدنا ؛ لتؤدى نفس الدور ، و لذا فهى : تورث لذريتنا - و لو كان لها دور آخر، لصحبناها معنا فى آخرتنا !!
العملة الوطنية إذن تعبرعن مجتمعها ؛ فهى الأحق لأنها محلية ، و الاكثر احساساً ، و قدرة ؛ على تلبية حاجات المجتمع الواحد ، وفق رغباته ، و مواصفاته الخاصة ،لأن المجتمع هو الذى أنتج ذاتها : و هى الطاقة المبذولة جهداً فى سبيل الحصول عليها - و لحساب هذه الطاقة المقابلة لها فى المجتمع الواحد حديث آخر..
ولحل اشكالية التعامل الدولى ، يصير حتما الإعتراف العالمى بالعملات الخاصة بكل دولة ، و لا ترفض عملة ؛ إلا وفقاً لقانون العرض و الطلب - حيث تفرض العملة القوية نفسها ، و قبولها بين الجميع ، و بما يدعو أصحاب العملة الأضعف ؛ للعمل و الكد لتحسين قبولها ..إذ أن العمل و الإنتاج الجيد ،هو السبيل للعملة الضعيفة ،و ليس الإختفاء و التلصص داخل عملة موحدة …!
وهنا مكمن الخطورة ؛ على المجتمع العالمى : حيث ان خروجها ، و فرض تداولها ، معناه امتصاص طاقات المجتمع الدولى، لتعويض ضعفها الداخلى - هذا الخروج ، لتقوية مجتمعها الضعيف ، وإضعاف المجتمع العالمى؛لا يمكن ان يحدث إلا فى حالة وجود : عملة موحدة ؛ لعدة مجتمعات، مختلفة فى مقدار طاقاتها …فالعملة الضعيفة ؛تختفى تحت رداء العملة الموحدة - كحصان طروادة - و تذوب فيها ، وتنهش فى الخفاء ، فى طاقات المجتمات القوية ، و تذهب عن غير حق بمجهود سواها - و تخلفه فراغا مدمراً ، لا يدرى من أين يأتيه الدمار؛ تماماً مثل الديدان الطفيلية ، و التى لا نكاد نراها ، و إن كن نشعر بها ، و لا نكتشفها الا بتحليل البطون ، و بالمثل العملات الطفيلية ؛ لابد من فرزها ، و عزلها ، و لا يتأتى ذلك الا؛ بمنعها من الذوبان فى أكذوبة : العملة الموحدة …
هذا ما دفع الولايات الأمريكية ، كل على حدة، بفراغها الطاقى، نتيجة لسوء ؛عدالة تعبير؛ الدولار ، عما بها من طاقات مختلفة ؛ و دخول طفيلية و ربوية ، و زاد عليها عالمية الدولار ؛ و ما صاحبه من عوامل هدم كثيرة - مما أدى الى زيادة الهوة ؛ بين ما يطبع من أوراق الدولار ، و بين ما يعبر عنه من طاقات حقيقية ، هى فى حقيقتها ؛ إن لم نحسن احتوائها ، طاقات أقوى من موجات المد التسوناميه، بل هى ؛ أشد نكالاً و وبيلا … فيكفى ؛ ان يحمل احدهم حقيبة مكدسة بالدولارات ، حتى يحصل على ما يريد ،لا ندرى من اين اتت ،و لا الى اين تذهب ؛ و لكن نشعر بالحصيلة ، المدمرة ، المجهولة .
و لانغفل ايضاً ؛ و الأمركذلك ، دور العملة الاوروبية : اليورو - فهى الى جانب دورها فى الأزمة العالمية .. فهى حتما الى تفكك و عودة للعملات المحلية ..!
و من هنا ندعو دعاة عملة الخليج الموحدة للتريث !!
 للمزيد راجع العرض الكامل للفرضية:

الجزء الأول - المجلد الأول :الإقتصاد المحوري .. الحل الإسلامي لمشاكل العالم الإقتصادية ..


الإقتصاد المحورى - إجتهاد للمناقشة و الحوار……. ( هذا هو الموقع الأول للمدونة ، فى موقع مدونات مكتوب ، الذى تخلى عنه أصحابه بالبيع لشركة ياهوو العالمية - لتدمر أول موقع عربى ناجح للمدونات ... لمصلحة من ؟؟ نترك ذلك لفطنة قارئنا الذكى ) 

أضف الى مفضلتك





free counters

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق